طائرات غزة من ورق ونار

20.04.2018 08:08 PM

غزة - وطن - عز الدين أبو عيشة: على حدود قطاع غزة المحاصر، اطلق عشرات الشبان طائرات ورقية اخترقت الحصار وجدار الاسلاك الشائكة، محملة برسائل من نار للاحتلال اولا وللعالم ثانيا، مفادها ان الفلسطينيين يصرون على المقاومة حتى العودة الى ديارهم التي هجروا منها قبل 70 عاما.

الطائرات الورقية التي تحمل في ذيلها عبوات حارقة، هي احدث ابتكارات المقاومة الشعبية في قطاع غزة، ميزت الجمعة الرابعة من مسيرة العودة، متخذينها الشبان سلاحا جديدا للرد على القتل الذي يمارسه جنود الاحتلال ضدهم منذ 4 اسابيع .

ابو المجد، احد الشبان المشاركين في اعداد الطائرات الورقية برفقة زملاءه الذين كانوا يعملون كخلية نحل، لكل واحد منهم مسؤولية يقوم بها على اكمل وجه، تحرك سريعا الى احدى خيام مخيم العودة لتجهيز فرقته لبدء العمل، بعد ان هتف بهم "احضروا البنزين" ولا تنسوا الزجاجات، واحضروا الخيطان القوية.

داخل الخيمة التي انغرست برباط قوي على أرض موقع ملكة شرق مدينة غزة، والذي يعد واحدا من المناطق الستة التي يتجمع فيها المتظاهرين السلميين، بدأ ابو المجد بتجهيز "جنوده"، فلثم وجوههم جمعيًا واعطاهم بعض التعليمات، بعد ان قاموا بتحضير عشرات الطائرات الورقية، ومستلزمات الزجاجات الحارقة "المولتوف"، وبعض عجلات الكوشوك.

انطلق الشبان العشرة من الخيمة، وبقي ثلاثة يحرسونها والمعدات الموجودة فيها، وهناك تحت أشعة الشمس وقرب السياج الشائك جلس أبو المجد لتحضير "المولوتوف"، وربطها جيدًا في ذيل الطائرة الورقية، وما ان انتهى من عمله حتى سكب عليه البنزين وقليل من السولار، وأشعلها، ليطلقها في السماء نحو هدفها خلف الاسلاك الشائكة.

وقال ابو المجد لوطن "تطير نحو 10 كيلو مترات وبعد وصولها نقاط معينة سنقطع الخيط لتسقط على المزروعات تحرقها".

وأضاف: "لجأنا لهذه الطريقة في المقاومة، بعد أن منع الاحتلال دخول اطارات السيارات إلى غزة، بعد نجاح جمعة الكوشوك في منع رؤية القناص المتظاهرين، وتضليل عمل الجنود".

مجموعة ابو المجد لم تكن الوحيدة التي تقوم باعداد الطائرات الورقية الحارقة، بل واحدة من عدة مجموعات قامت بالعمل نفسه، حيث تجاوز عدد الطائرات التي اطلقت 50 طائرة.

ولم يثني اطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع الشباب عن عملهم، اذ قال ابو المجد  "نجحنا في مناطق أخرى من غزة باطلاق طائرات حرقت دونمات كبيرة من المزروعات في الأراضي المحتلة، وهكذا سيتكبد الاحتلال المزيد من الخسائر."

وشكل ادخال الشبان "الطائرات الورقية الحارقة" في المقاومة الشعبية إرباكا لسلطات الاحتلال على أكثر من صعيد، اذ قالت  صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، إن جيش الاحتلال يبحث عن حلول لهذه الظاهرة التي تسببت في احتراق عدة حقول، ودعا مزارعي مناطق "غلاف غزة" لتوخي أعلى درجات الحذر، والإبلاغ عن أي طائرة ورقية في الجو.

وفي أكثر من مرة قصف جيش الاحتلال نقاط مراقبة حدودية للمقاومة الفلسطينية ردًا على إحراق شبان أراض زراعية إسرائيلية بطائرات ورقية، ووفق متظاهرين، فإن الاحتلال يريد إخماد الحراك السلمي باختلاق مواجهة مسلحة مع الفصائل الفلسطينية.

  

تصميم وتطوير