حماس وأزمة ادارة غزة.. أبراش لوطن: حماس تتعامل ببراغماتية اخوانية وسياستها مرتبكة

04.08.2017 02:18 PM

رام الله- وطن- خالد كراجة: المترقب للخطوات التي تقوم بها حركة حماس، يجد انها تدير معركتها السياسية باقتدار عالي، وبراغماتية منقطعة النظير، لدرجة انها تستطيع تغيير موقفها، أو تبديل علاقاتها بين ليلة وضحاها، دون الاكتراث كثيرا لما قد تواجهه من انتقادات، فهي ترى أن هذه الانتقادات لا تؤثر عليها.

منذ بداية الانقسام، وتسلم حركة حماس لمقاليد ادارة قطاع غزة، وهي تعلنها على الملأ، أنها مع من يحقق لها مصالحها، ومع من يمدها بالمال، لهدف أصبح هو الأبرز، وهو الحفاظ على ووجودها، وضمان سيطرتها على قطاع غزة.

في الاشهر الاخيرة، شهدنا نشاطا ملحوظا لدى قيادات الحركة سواء في الداخل او الخارج، فمن لقاءات واجتماعات في القاهرة مع مسؤولين مصريين، الى لقاءات مع محمد دحلان وقيادات فتحاوية محسوبة عليه، وصلت الى حد عقد جلسة للمجلس التشريعي في قطاع غزة ألقى فيها دحلان كلمة عبر "الفيديو كونفرنس"، ولقاء لوفد من حركة حماس مع الرئيس محمود عباس قبل أيام، الى لقاء بين وفد من حركة حماس في لبنان مع مسؤول ايراني، واليوم يصل وفدٌ من حماس الخارج الى ايران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الايراني حسن روحاني.

هذه التحركات، والتي سبقها أيضا علاقات مع قطر وتركيا ومازالت، تجعلنا نتساءل عن طبيعة السياسة المنتهجة من قبل حركة حماس، وهل الظروف الاقليمية والتقاء المصالح هي من يخدم حماس، ام ان حنكتها السياسية التي تنقذها؟.

وطن أجرت مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم ابراش والمقيم في قطاع غزة، والذي قال لوطن: "هناك أزمة عند حركة حماس، وهذه الأزمة تتعلق بادارة قطاع غزة ووصولها الى طريق مسدود، وازمة في شبكة تحالفاتها الخارجية".

واضاف ابراش، ان تصرف حركة حماس غير منقطع عن طبيعة جماعات الاخوان المسلمين، "باعتبارها جماعات برغماتية، وتتعامل مع المتناقضات".

وأشار ابراش، الى ان ما يجري في الفترة الاخيرة يدل على ان حركة حماس غير مطمئنة الى اي من الاطراف التي تلتقي معها او تحاول التحالف معها، فهي غير مطمئنة لتسليم مقاليد الامور لمصر، لانها تعرف ان مصر لها اهداف استراتيجية تتعارض مع حماس، ومع وجودها في قطاع غزة، وهي غير مطمئنة لمحمد دحلان في نفس الوقت وتناور في علاقاتها معه، وهي متخوفة من استمرار علاقاتها مع قطر، وتحاول البحث عن بديل آخر وهي تراهن على ايران".

واكد ابراش، ان تحركات حماس هو مظهر من مظاهر الارتباك، لانها لو أرادت الخروج من المأزق هناك عنوان يمكن ان تلجأ اليه وهو مبادرة الرئيس محمود عباس، او من خلال الحوارات على المستوى الوطني، لان اي تحالفات خارجية لن تنفع حماس ولن تكون البديل عن المصالحة الوطنية.

وفي اجابته على سؤال، كيف تتعاطى القوى الاقليمية مع حركة حماس بهذه السهولة، ورغم التجاذبات والانقطاعات في العلاقة، تجد حركة حماس سهولة في اعادة العلاقة او عقد لقاءات واجتماعات؟.

قال ابراش، "ان هذه الاطراف لن تخسر شيء، ولكن قد يستفيدوا ولو على المستوى التكتيكي، فبالنسبة لايران وفي ظل توتر علاقاتها مع امريكا ومع الغرب، هي معنية ان تستقطب اطراف فلسطينية، او غير فلسطينية، حتى تحشد اكبر عدد ممكن من الحلفاء، اضافة الى ان ايران معنية لتوظيف القضية الفلسطينية لتظهر نفسها ان ليست معادية للعرب، والدلالة على ذلك انها تدعم المقاومة في فلسطين".

وفيما يتعلق بالعلاقة مع محمد دحلان، واذا كانت هي عبارة عن التقاء مصالح وليست علاقة استراتيجية، أجاب ابراش:

 ان دحلان له مصلحة من فتح حوار مع حركة حماس، لكي يعود الى المشهد السياسي الفلسطيني، ويستعمل ما يملكه من مال وعلاقات، وعدم مقدرته على العودة من بوابة الضفة الغربية جعله يفكر في العودة من بوابة قطاع غزة.

ويتمثل التقاء المصالح بين الطرفين ان محمد دحلان استغل اللحظة التي شعرت حركة حماس بان هناك تضييقاً عليها، نتيجة اتخاذ اجراءات تجاه القطاع من قبل السلطة الفلسطينية والرئيس عباس، وخشية حركة حماس من ان هذه الاجراءات قد تتحول الى انفجار شعبي في وجهها.

وسألت وطن ابراش، بالعودة الى فكرة البرغماتية الاخوانية التي تتوفر لدى حركة حماس، لماذا لا يتم التعامل مع السلطة الفلسطينية والرئيس عباس بنفس القدر من البرغماتية؟.

أضاف ابراش، "أن الاطراف الخارجية لا تشترط انهاء سلطة حماس في قطاع غزة، ولكن الرئيس عباس من منطلق مسؤوليته يضع شرطا على حماس انهاء سلطتها في قطاع غزة، وبالتالي حماس جاهزة للتعامل مع اي طرف لا يضع شرطا مسبقا وهو انهاء سلطتها في قطاع غزة، لانها معنية أن تحافظ على سلطتها باي ثمن كان".

تصميم وتطوير